رغم عدم وجود أي تفاعل عبر هاشتاق #الشعب_يقاطع_انتخابات_الشوري عبر تويتر، حظي الوسم برواج مثير للريبة عبر منصة التواصل الاجتماعي في دولة قطر.
ظهر الهاشتاق المنادي بمقاطعة انتخابات مجلس الشورى القطري، يوم الأحد، عبر قائمة الأكثر تداولاً على تويتر، رغم عدم وجود أي تفاعل عليه سوى تغريدة واحدة فقط؛ وذلك قبل شهرين من موعد انتخابات مجلس الشورى القطرية المقرر إجراؤها شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل؛ الأمر الذي دفع مراقبين للتأكيد على أن الهاشتاق تم التلاعب به لتحقيق أهداف معينة.
وجاء في التغريدة الوحيدة عبر الوسم: #الشعب_يقاطع_انتخابات_الشوري اولا لان كل المترشحين وزراء سابقين تم إعادة تدويرهم. ثانياً عدم الإنصاف في فرز الدوائر الانتخابية حسب الكثافة. كيف لوزير أو مسؤول سابق أن يخدم المواطن وهو كان يشغل منصب ومستقل بقراراته ولم يخدم لا وطن ولا مواطن”.
وفي تغريدة للمستشار القانوني القطري محمد المناعي، عبر هاشتاق #انتخابات_مجلس_الشورى، تم تبادل ذات التساؤلات والقلق. وقال المناعي في تغريدته: أصحاب المناصب الوزارية السابقة ، كيف يصبحوا أعضاء في مجلس الشورى ويراقبوا السلطة التنفيذية التي كانوا جزءا منها؟”.
وأكد ناشط آخر عبر تويتر على تلك النقطة عبر ذات الوسم السالف ذكره، مؤملاً “صدور قرار بمنع أي مسؤول سابق من الترشح لمجلس الشورى”، على حد تعبيره.
الهاشتاق الرائج رغم انعدام التفاعل عليه، الذي يدعو لمقاطعة انتخابات مجلس الشورى القطري، يأتي بعد عدد من الحملات الترويجية المشبوهة الأخرى؛ ما يجدد التساؤلات حول مساعِ بعض الدول الأجنبية للتأثير على المجتمع القطري والخطاب العام من خلال التلاعب بما يتم طرحه عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي تحظى بشعبية كبيرة في المنطقة مثل منصة تويتر.
وعادةً ما تحتل الهاشتاقات قوائم الأعلى تداولاً عبر تويتر في حال استخدمها الآلاف من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، أو إذا ما كانت ترعاها شركة معينة، أو إذا كان تويتر نفسه -الذي تحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة مكتبه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا- يدفع بالهاشتاق لقوائم الأعلى تداولاً في دول بعينها.
وفي حديثه إلى موقع دوحة نيوز، قال الأستاذ وخبير التحليلات الرقمية مارك أوينز إن انتشار أي وسم وتصدره قوائم الأكثر تفاعلاً رغم العدد المحدود جداً من التغريدات عبره يُعد أمراً شائعاً في المنطقة.
وأوضح أوينز: “من الصعب معرفة ما إذا كان تويتر هو الذي يقوم بالدفع بالهاشتاق أم لا، لكن الأمر يشير بشكل قاطع إلى وجود صيغة تلاعب معينة إما أن تويتر لا يعرف عنها أو لا يعبأ كفاية للتعامل معها”.
وجدير بالذكر أن وسم #الشعب_يقاطع_انتخابات_الشوري ظهر يوم الأحد في قطر، وهو اليوم الأول الذي يستطيع فيه الناخبون التسجيل في انتخابات مجلس الشورى التاريخية التي من المقرر إجراء التصويت عليها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
يُشار إلى أن دولة قطر كانت قد أرادت إجراء هذه الانتخابات منذ عام 2005، لكن محللين أوضحوا أن “ضغوطات من جيران قطر الإقليميين” حالت دون ذلك. مضيفين أن تجاوز الدولة لأزمة الحصار الذي فُرض عليها في السنوات الأخيرة هو الذي مكنها من المضي قدماً في تنفيذ هذه الخطوة.
وفي تصريحاته لموقع دوحة نيوز، يقول الدكتور كريستيان كوتس أولريتشسن، الخبير في الشأن الخليجي وزميل الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، إن الانتخابات المقبلة قد تُمثِّل لحظة محورية ونقطة انطلاق بالنسبة للجهات المعادية لكي تبدأ في نشر المعلومات المضللة.
وتابع أولريشسن موضحاً: “قد تنظر الجهات المعادية لقطر إلى الانتخابات المقبلة على أنها فرصة لنشر معلومات مضللة في محاولة إما لبث الفتنة داخلياً أو للتشكيك في مصداقية الانتخابات خارجياً”.
وأصدر الديوان الأميري في قطر الأسبوع الماضي، مرسوماً حدد فيه تفاصيل الانتخابات المُنتظرة.
ووفقًا للمرسوم، سيتمكن المواطنون القطريون من التصويت لـ30 عضو في المجلس التشريعي المؤلف من 45 مقعد، على أن يختار الأمير تميم بن حمد آل ثاني الأعضاء الـ15 الباقين بنفسه.
محاولات للتلاعب
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التلاعب بمنصات التواصل الاجتماعي في قطر، لا سيما مع رواج الوسوم السعودية والمصرية بشكل رئيسي عبر تويتر.
وخلال الأشهر الأخيرة، ظهر عدد من الحملات المناهضة لقطر كموضوعات شائعة أو رائجة عبر الإنترنت بالرغم من مشاركة أعداد محدودة جداً من المستخدمين.
وبالرغم من أن بعض الهاشتاقات تم تداول مئات التغريدات عبرها بالفعل، إلا أن خبراء المنصات الرقمية أكدوا أن غالب تلك الحسابات التي تم استخدامها للترويج لموضوعات مناهضة للدولة كانت حسابات وهمية.
وتقوم دوحة نيوز حاليًا بوضع اللمسات الأخيرة على تحقيقها في موضوع التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي من قِبَل جهات إقليمية؛ على أن يتم إصداره قريبًا.
وقبل الحصار المفروض على قطر عام 2017، استخدمت الحكومات العربية وسائل التواصل الاجتماعي لدفع أجنداتها للتأثير على الرأي العام في مختلف البلدان عربياً ودولياً.
وعلى الرغم من انتهاء الأزمة الخليجية بتوقيع اتفاق العلا في يناير/كانون الأول الماضي، وكذلك إعادة العلاقات الدبلوماسية بين قطر ودول الحصار، إلا أن حملات التشهير يبدو وأنها لا تزال قائمة إلى يومنا هذا.